الوداع الأخير
و أعلم أن قلبه، صخرٌ، صلبٌ، أشر، و أعلم أن لسانه معسولٌ و أن عينيه مليئة الضرر، و أعلم أني لستُ كما يدّعي و أني مغلوب حتى في الدافع عني،
و أعلم أن لا همَ لي سوى التودد لقلبه، و أعلم أني بعد كل هذا قد أخفقت في مرادي.
و القلب إذا ما أحب، غاب عقله عن الساحة، ترقت كل العيوب لتضيف للجمال حسنًا و كرمًا،
و كرمي الباذخ فلا كرم يعلوه و لا الشح بات يعرف طريقه.
و لكن غابت عن بالي عدد محاولاتي البائسة معه، عدد محاولات أصابعي في التداخل بأصابعه؛ فتتشابك و نعود سويًا، نرقص على التلال، و نركض بين الجبال.
و ها أنا اليوم لوحت له يدي مودعة، و لا يعلم كم يدًا في قلبي لوحت له بالبقاء.
لا أعلم عن الحياة شيئا سوى
أن نيران فؤادي مشتعلة و أن كرامتي رفضت هذا الشقاء.
كم مرة كانت نفسي تموت فتحيا من جديد؟ تلعن نفسها ثم تسكتها لتبدأ الكَرة معاودةً التجربة مرةً أُخرى
و في الوداع الأخير ، حين مددتُ أصابعي
قال: ليس هناك سبيل لنبقى أصدقاء،
و لذا لن نكون.
2 التعليقات
آه كم هي مؤلمة “و لا يعلم كم يدًا في قلبي لوحت له بالبقاء”
ماشاءالله 💪