وحيد
وحيدٌ أنا في عمق داري، بلا ماء أو هواء…
وحيدٌ أنا بين أهل و أصدقاء…
لم تُشردني الحرب يوما، بل شردني الحب سنينَ
كلما اقتربتُ، ضاقت الأرض.
و كلما همستٌ..تعالت الأصوات لإسكاتي.
حقًا من حقوقي:الكلام، ما عدتُ أمارسه.
آراهم من نوافذ وردية اللون، ناعمة الملمس، يضحكون و يداعبون من يعزهم،
كوب قهوة عربية بيدهم، و قصصًا ملؤها الجمال،
و أنا وحدي أمام مرآتي إلا إنعكاس وجهي الوحيد الذي أَحَب، و خُذل.
أنا قطعة قماش بالية، ينظفون بها دفاتر القديمة.
أنا قطعة ثلج تعالج الجرح الملتهب أو نهر متدفق يشربون منه كلما عطشوا، لا شكرٌ و لا إحسان.
ما شعروا بنعمتك يا الله، بل حوّلوها لنقمة.
نقمة تُكسر الظهر و تقطب الجبين.
ويحي، أَكل هذا الشر فيّ!
أَكُل شر دنياكم فيّ!
ليذهبوا فما ذهابهم إلا خيرة، و ليبقوا فما بقاءهم إلا خيرة.
كل أحاديثي ضجر و تأفف، و أحاديثهم مسك و لبن مصفى.
لولا ألم الرحيل الثقيل لجعلتكم تجربوه، و لكن يضعف هذا القلب أمام زمجرتكم العرجاء.
مشغولون و هم يحدثون أصدقائهم، مشغولون و هم يحدثون من يحبون لا من أحبهم.
تاركين خلفنا جراح الخذلان و العار.
أعذار في أعذار و كأني نهر جارٍ
أأنا ذاك النهر يا سادتي؟!.
ليجف النهر و لينتهي الحب، و سلاما لمن ابتغى سلاماً .
2 التعليقات
واصلي ابداعك ي كاتبة
إبداع .. شكراً غادة