و كنا فيما مضى
و فيما مضى كنا أصدقاء..
كنا نلعب سوياً، نلحق، نلقي بقصائدنا الهزلية و نقهقه
و كنا إذا ما حزن أحد منّا
بات الحزن سادسنا..
و إذا ما تألم أحدنا باتت جوارح الجميع تسهر الليل و لا تبتسم.
و بكاء أحدنا جريان لأنهار العالم كله، و فرحة غامرة إذا ما لمست قلب أحدنا فتراها تخترق قلوبنا دون استئذان.
و اليوم ما عاد الرفاق رفاق، و اليوم بعد كل ما مضى بات جدار غرفتي يسمعني و مخدتي على الأريكةِ تحتضني، بتُ أبكي وحدي، وحيدا هزيلا لا أعرف للحياة مذاق.
أخشى الابتسامة في وجوههم، فكل ابتسامة شماتة، و كل نجاح قهر لهم، و كأننا لم نكن يومًا أوتاد خيمةٍ في مهب الريح.
سارت بنا الأيام أيها الصحب، حتى ظننا أن لكل واحد قصته و لكل قصة نهاية، فأي نهاية عرجاء هذه تأبى أن تنير من جديد؟
خطابي ما كان دعوة لجهر جديد، بل عتابًا و تحسرا على أيام ظننتُ فيها أني شخصاً جديد، و أي جديد يطرأ في حال الإنسان و ذاته، يُفهم أنه جديد على حياته، فمالكم كيف تحكمون؟
فإني قد قَصْرت و فعلت، أردت الإصلاح فرفضتموه.
سأسير و سأمضي وحدي في الطريق، و حين تطلبونني ستجدونني، فالكل يا رفاق يعرف موضع ظله المستقيم…
في أمان الله و حفظه.
2 التعليقات
استمتع بقراءة مقالتك .. استمري أختي غادة
بات الحزن سادسنا ، خاطرة جميلة غاد