مَطبعة بَشرية
التعليق الصوتي للمقال:
بقلم الكاتبة: بثينة البوسعيدية
تخيلْ أنك الآن تخرج كنسخة من طابعة بشرية، شكلك يماثل أشكال من حـولك، شخصيتك تـــم طباعتهــا بطابعة متقدمة كي لا تتعرض لأي تغيير، تفكيركَ لا يخالف أي تفكير على هذا السطح، إنك لا تختلف حتى بنسبة ١٪ عن بني جنسك، في الحقيقة أنت تأتي إلى هذا الكوكب بنية أن تصبحَ نسخـةً مُماثلـــة لمــن حُضيَ بالولادةِ قبلك، و أزفُ إليكَ خبراً بائساً سيتم طباعة ملايين النسخ التي تطابق معايير فكرك ، شكلك، شخصيتك. أنت تولد لتصبح نسخةً لمليارات من البشر، هويتك هي نفسها هوية بشَريٍ سكـنَ الأرض مــذ آلافِ السنين. ولسوء حظك إذا تعطلت المطبعة فجأة، هل تعلم ما الذي سيصيبك؟ ستعيش فـي مجتمـعٍ ينبذُ إختلافك، يكرهُ أفكارك، يراكَ سيئاً دائماً. أنت هنا تعيشُ في محكمةٍ لا تنتهي قضايـاهــا، أنت المتهــم دائماً و تهمتك هي أنك جِئت كما لم يتوقع مجيئك فقد اجمعت البشريــة الحمقـــاء على أن الإختلاف أمــرٌ مخزي فكيفَ تتجرأ على التفكيرعكس تفكير من حولك، أو أن تتبنى مبدأً يُخالفُ قوانين قشرة مُجتمعك!
لا أعلمُ حقاً كيف ستكبرُ أنت، هل ستسعى في ذات الطريق الذي خطهُ جدك السابع؟ أو ستلهثُ خلـفَ قوانين الكمال المعلقة على بوابةِ قريتك؟ أم أنك ستصنعُ درعاً تدافعُ به عن إختلافك، ممتنا للحــال التــي جئت بها على هذا الكوكب و للكمال الذي خُلقتَ بهِ لا الذي خلفه السلف. يقول مات هيغ ” عيوبك التي يشعرك المجتمع بوجودها، عليك أن تتجاهلها. لقد وُلدتَ كاملاً و هكذا ستبقى، لن تتحول إلى أي شيء آخر، فلا تقلق بشأن هذا، إنك الإنسان الذي خُلق ليكون. لا تحاول أن تتشبه بأحد، استمتع بإختلافك”.
7 التعليقات
المقال روعه ماشاءالله
أذهلت بإبداعكِ يا بثينه.. من أجمل المقالات في هذه منصه مميزة، مبدعة.. قرأتها بمتعة كبيرة لا توصف..شكراً لكِ
يجب أن نكون مميزين بنسخة فريدة من نوعها لا متكررة
مقال غاية في الروعة، استمروا
إبداع
مقال يجعلنا نُفكر أكثر بأنفسنا
سؤال: هل البيئة المحيطة تؤثر علينا حيث تجبرنا على ركوب الموجة؟
شكراً للكاتبة
روعة المقال
اسم المقال ملفت جداً، ومحتوى مثري
شكراً للكاتبة بثينة البوسعيدية
مقال مفيد جداً ومحفز للتفكر واكتشاف الذات وأن نكون مميزين بمواهبنا وقدراتنا.