معايير اختيار الكتاب المناسب
إن القراءة هي إحدى النوافذ المهمة للمعرفة كما أن البشرية ارتبطت بأول كلمة بدأ بها جبريل عليه السلام حديثه مع النبي عليه أفضلالصلاة والسلام عندما قال له ( اقرأ )، وهذا أعظم دليل على أن للقراءة مكانة عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، كما توجد العديد منالمواقف في السيرة النبوية الشريفة تبرهن على أهمية القراءة وفوائدها للفرد في أي عمر كان، ولا تقتصر القراءة على عدد محدود من البشر،بل إن المجال مفتوح على جميع الأجناس وبالتالي باستطاعة أي فرد لديه الرغبة في تنمية مهاراته ومعلوماته عن طريق القراءة، وأن يتخذ منالكتاب صديق له في كل مكان وزمان.
إن دخولك المتجر الكتب، يعد تماما كدخولك لمتجر يحتوي على قطع الذهب، فكلا من الكتاب والذهب يكمن في جوفهما الكثير من الأشياء الثمينة والغالية والنفيسة، و لا غنى عنها عند الكثير من الناس ، أيضا هناك عامل مشترك ما بين المتجرين وهو أن الشخص تأخذه الدهشة والحيرة فيما سيختار ، وبالتالي يستهلك الكثير من الوقت في التفكير العميق قبل الاقتناء أو الحصول على أفضل الموجود والمتاح أمامه.
من الأشياء الأخرى المترادفة أيضا ما بين متجر الذهب عن متجر الكتب فجميع أرفف المكتبة تحمل عناوین براقة لكتب ذات قيمة أدبية وفكرية ثمينة، ولكل كتاب حكاية ومجال يختلف عن غيره من الكتب الأخرى، بالمقابل متجر الذهب أيضا به الكثير من القطع الجميلة التي تناسب أذواق الناس وفق مستوياتهم وإمكانياتهم المادية والفكرية.
لذلك يمكنا القول بأن اختيار الكتاب المناسب خطوة ليست بالسهلة، وإنما تحتاج لمعايير معنية يمكن اتباعها لضمان اختيار الكتاب المناسب الذي يلبي رغبات القراء، ومن ضمن المعايير أری ضرورة الانتباه جيدا لما تريد معرفته أو أن تطرق أبوابه، فربما يسرقك العنوان أكثر منالمحتوى فالكثير من الكتب تتضارب عناوينها بمحتواها، فلا تتسرع أبدا في الاختيار السريع بل اجعل لنفسك فرصة في تحديد الهدف الذي تريد أن تبحر نحوه.
ثانيا من المعايير الأخرى لضرورة اختيار الكتاب الذي يناسبك أي في متناول فكرك وقريب من ذاتك، عندما تقع عينك على كتاب معين يجب أن تتفحصه جيدا وذلك عن طريق قراءة فهرس الكتاب فهو يوضح لك الأقسام و الفصول وأبرز العناوين التي يحتويها الكتاب، بعد ذلك قم بإلقاء نظرة سريعة على مقدمة الكتاب وفي أي مجال يتحدث، ولا مانع بأن تعرج سريعا إلى خاتمة الكتاب ففيها الخلاصة التي ترشدك إلى بعض الأشياء التي تحتاجها لكي تقرر بأنه الكتاب المطلوب أو الذي تبحث عنه.
قد يسال البعض لماذا علينا قراءة المقدمة؟ والجواب هو أنا المقدمة هي جزء من الكتاب ومن خلالها يعطيك الكاتب مساحة تعريفية بموضوع الكتاب لإحاطة القارئ بمعلومات واضحة قبل أن يقوم القارئ بشرائه، أما بالنسبة للخاتمة هي ملخص مختصر بما يحتويه الكتاب.
أخيرا ابحث عن التقييمات التي حاز عليها الكتاب ، وأيضا اطلع على آراء القراء في الإنترنت فقد سهلت لنا التكنولوجيا عملية البحث عن الكتاب الجيد، وذلك عن طريق عدة مواقع التي تقدم تقييمًا حقيقيًا للكتب التي سوف تطلع من خلالها على آراء القراء والنقاد حول الكتاب الذي ترغب في شرائه.
عزيزي القارئ والمقبل على القراءة ثق بأن اختيار الكتاب المناسب يحدد مسيرتك في هذا العالم الثري بالمعرفة ، فلا تتسرع في اختيار الكتاب لمجرد أنك تريد أن تقرأ، وإنما انتق أيهما الأقرب إليك، والذي تعتقد بأنه يمكن أن يبني جسرا يربطك بهذا العالم من حولك.
وحتى تصل إلى عالم المعرفة اتبع المبادئ والأسس الحسنة في اختيار الكتاب الذي سوف يكون ممرًا سهلًا نحو تلقي المعلومة و إثرائك معرفياً ويمكّنك من الاستمتاع بكل ما سوف تجده في عالم القراءة.
ربما هذه المعايير هي متواضعة كونها ليست دراسة بحثية وإنما اجتهاد شخصي من واقع تجربة عشتها بشيء من التفاصيل وودت أن أشارك بها القراء الذين يعنيهم معنى القراءة وحب الاطلاع.
تم النشر في جريدة عمان
بتاريخ ١٦.٧.٢٠٢١