النهاية
ضحكات الأصدقاء،مشاغبة الأطفال ،قصص النساء و حكاوي الرجال.بين حزن يليه فرح ،و فرح يتوسطه حزن، و هواتف سلكية في كل بيت لينتهي بنا المطاف لكل فرد في البيت بحوزته هاتفه الخلوي -و بالـتأكيد لن يكون هذا حال أحفادنا- وبين أمواج هادئة و أخرى عنيفة،نجد أن الكلمة المناسبة لأحوالنا هي :النهاية.
لكل بداية نهاية ،كما هو الحال مع النهايات التي تختتم بالبدايات ،فتاريخ الإنتهاء قد قُدّر أن يعيش وسطنا نحن البشر، يتدخل في حدث مبشر و آخر مدمر،فكل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام.
و بعيدا عن الفلسفة التي ذكرتها في الأعلى، فإني أتعجب من أحدهم أن يظن أن دوام الحال ليس محال ،فتراه يسرح و يمرح مشغول هو بعمله بعيدا عن أسرته ،أصدقائه، يصرف المليون ريال على اللاشئ ،يظنها لا تنتهي،و صلوات متأخرة و توبة مؤجلة و تكرار كلمة مشغول …الخ.
كم مرة ابتعدنا عن من نحبهم بحجة سوف نلتقي بهم في الشهور القادمة و حين جاء الموعد لم يأتي الأخلاء.
كم مرة قصرنا في حق والدينا و قلنا لا مشكلة و بعدها صارت أكبر مشكلة و هي وفاتهم.
حتى أحزاننا و ألآمنا ،جراحنا النفسية،جاء يوم و انتهت،حتى الأفراح كم عرسا كان باهظ الثمن فانتهى بالطلاق، و كم صديقا كان مدفأة لصديقه ثم تشاجرا مشاجرة فافترقا.إنها الحياة الدنيا يا صديقي ،فكل ما فيها فاني ،حزنك سيزول ،فرحك سيتلاشى ،دمعتك ستمسح، و نجاحك سينساه الناس و ربما أنت أيضا ستنساه.
زملائك في المرحلة الجامعية ستكون معهم مجرد جهة اتصال لا أكثر،فلا تضمن شيئا .
و إذا ما طمعت في فرح دائم فأسأل الله العافية و كن عبد شكورا في السراء و عبد صبورا في الضراء.
دام الله عافيتك بلا نهاية و دمت في خير وافر خالٍ من تاريخ الانتهاء.
1 تعليق
رائعة👌🏻