أزمة الطفل
نكبر عاما تلو عام، فتأخذنا الحياة شيئًا فشيئاً عن الطفولة،تتغير أفكارنا و تطلعاتنا مثلما تتغير معها ملامحنا و وجوهنا،نزداد خبرة و تلمع معنا فكرة؛ لكن مع كل هذا الجمال في التغيير تبقى هنا فينا علل و عاهات سببّها لنا المربون من حولنا، و البيئة التي تشكلنا فيها.
السبع السنين الأولى من أعمارنا قد تخلد لنا أزمة نفسية أطلقت عليها مسمى :أزمة الطفل.
جميعنا شاهدنا أو ربما قد عشنا مع مربي يلجأ لتعنيف طفل فقط لأنه يشاغب كثيراً، كل ما أراده فقط أن يعيش حقيقته في هذا العمر، و الحجة التي ستأتيك إذا تساءلت عنها بلماذا،فجوابها هو التأديب ليس إلا، شاهدنا الصراخ على طفل لم يبلغ السادسة لأنه قام بتوسيخ المكان بعدما نظفته والدته، و كلنا ربما سمعنا عبارة :”لا تبكي أنت رجال”، و كلنا رأينا كيف يلام الطفل إذا ما حصل على درجة صفر في الامتحان، و كلنا نعرف أن “الشخبطة على الجدارن”أمر مكروه في البيت و مصيره الضرب “بالخيزرانة المحناية”.
حتى الصلاة لم تسلم من هذه الأزمة، فإذا تكاسل الطفل عنها أخبرناه أن الله سيدخله النار. كلها طرق قد نقول عنها نحن المربون “تراه طفل ما يفهم و محتاج يتأدب”و لكننا لا ندرك حقا كيف إنها تغرس غرسًا في العقل اللاواعي للطفل و تأثر عليه سلبا فتجعله شابا ضعيفا يخشى المخاطرة في حياته خشية حكم المجتمع عليه، تغدو شابة خجولة لا تستطيع التعبير عن رأيها أمام زميلاتها في مشروع تخرجها فيخسر الجميع خمس درجات في المشروع، صدقوني نحن السبب في ذلك.
و قد لا تتوقف الأزمة عند هذا الحد، بل حتى حين يكبر الأطفال تبدأ سلسلة من المقارنات اللامتناهية بين ابن عمه و ابنة خالتها، و طمس للأحلام و حرمانهم من الزواج بمّن يريدون و اتخاذ قرارات مصيرية عنهم و كأننا بطريقة أخرى نستعبدهم و كلها هذا في إطار:بر الوالدين، فأي جيل هذا الذي نريده ينهض بالوطن و تفتخر به الأمة؟
الكثير من الأساليب التربوية يجب أن نطبقها، نبدأ معهم منذ الطفولة مروراً بالمراهقة،فالشباب.نتوقف قليلا عن دور الجلاد في حياتهم ،نترك الأفكار التي لا تسمن و لا تغني من جوع بعيدا ، نعمل جاهدين في تحقيق ذات راقية ساعية للخير لا بشريًا في العشرينيات من عمره ،يعاني من اضطرابات نفسية عدة، به نفس مضطربة، روح متقلبة،تخاف من اللاشيء.
أيها المربيون الأعزاء،ليست دعوة هنا لتحويل انسان إلى ملاك، بل بناء انسانٍ سوي يمر باضطرابات طبيعية . مَهمة بناء انسان متزن ليست مستحيلة بل تحتاج لصبر و عزم ،فلنجتهد لها.
2 التعليقات
بارك الله في قلمك غادة وصلت الفكرة وأصبتي، سلم الله من رباك.
بارك الله فيك غاليتي،،حفظك المولى و رزقك كل الخير.