نحت الشخصية
يريد من أبنائه الثلاثة أن يصبحوا أطباءً بارزين، و جميعهم بلا استثناء من محترفي الخط، هو ببساطة يريد لهم الأفضل – مثل أي أب في العالم – كما أنه يطمح بالسمعة الجيدة والمكانة المرموقة بين العائلة الكبيرة، ولا يغب عن بالنا أن صاحبنا هذا من محترفي الخط العربي بين زملائه فكيف لا يصبح الأبناء كأبيهم ؟
ما دفعني حقا لكتابة مقالي هذا: هو حين رأيت الكثير من الأسر تجعل من أبنائها نسخًا من بعضهم، جميعهم ذات التخصص و ذات الهواية، وأي مختلف عنهم فهو إن صح التعبير : متخلف عن أخوته.
و السؤال هنا ليس: أليس لهؤلاء الأبناء هوايات متنوعة و طموح مختلف، بل إنه: كيف يمكن أن نطبق مفهوم التشابه في أبنائنا وقد خلقهم الله وخلقنا مختلفين؟
تشابه الخيارات أشبه ما يكون بنحت عدة تماثيل متشابهة فنضعها في إحدى أركان غرفة الجلوس، العجيب في الأمر حين تحاور أحد الوالدين في الأمر فيرد عليك قائلا:” أنا أريد لهم الخير و أدرى بمصلحة أولادي”. حسنا من منّا لا يريد لأبنائه الأفضل و الأجمل والأسعد؟ جميعنا نود أن نراهم في القمة، لكن يجب أن يكونوا في القمة التي سيختارونها و سيصنعوها هم لا نحن.
ربما قد تكون أسباب النحت هذا : هي السمعة و المكانة الإجتماعية، ربما أيضا قد تكون المثالية، فإحدى الأمهات لا تريد لابنتها أن تدرس في القسم الأدبي خشية إسقاط حكم ” الأقل ذكاءً بين أبناء خالاتها ” .ولا أدري لماذا تكسر “الخيزرانة” على ظهر أحدهم حين يحصل على 9من 10في إحدى الإمتحانات؟
لماذا بات معيار النجاح واحد ؟ لماذا نريد أن يصبح أبننا الأصغر نسخةً من أخيه الأكبر ؟ و لماذا يصبحن البنات نسخة من أختهن الكبرى؟ فنصبح نحن عائلة الأطبّاء!
جعل أبنائنا مختلفين، كلٌ له هواية و تخصصه و حلمه، سيجعلهم سعداء، وهذه هي غايتنا كأباء و أمهات.
و أخيرا لنتذكر رضى الناس غاية لا تدرك و سعادة أبنائنا أسمى الغايات .
2 التعليقات
بالفعل رضى الناس غاية لا تدرك ، الله يصلح كل رب أسرة
👏محظوظ من يمتلك رب أسرة يشجعه على التغيير وان لا يخطوا خطى من سبقه
بل يتبع شغفه بحب ودعم