هل ما يزال على الأرض ما يستحق الحياة؟
سأجيب بلسان محمود درويش عندما قال: “على الأرض ما يستحق الحياة” ، وليزيد هذه المرة في كلامه : هناك ما يستحق أن تقاوم لأجله، وأن تعيره جل اهتمامك، ما زالت هناك يا صاح أماكن لم تزرها بعد، ومعارف لم تتعلمها بعد، أخبار لم تتلقاها أذناك وأفراح لم تعشها، أهداف لم تتحقق، وخطط لم ترى النور، ما زال في جعبة الأيام الكثير من الخبايا فلا تعجل .
وإن أصبحت الحياة اليوم مختلفة منذ أن أطلت علينا جائحة كوفيد_19، الحياة التي أصبحت باختصار تعني التباعد الإجتماعي والتعليم عن بعد، قد يقول قائل أننا عندها فقدنا متعة الحياة، وأصبحت تفاصيلنا اليومية تفتقر إلى شيء من التغيير والسعي الدؤوب، هذا بالإضافة إلى افتقاد البعض ممن اعتاد على التواصل مع الآخرين بشكل مكثف إلى تجمعاتهم التي تخلق لديهم جوّاً من الأنس.
على كل حال ما زلنا على قيد الحياة، على قيد من الأمل، ما زال بإمكاننا أن نرى الجمال من حولنا، ونصف السعادة يا صاح تكمن في امتطاءنا صهوات العزم على التغيير في معترك الحياة ، أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة ورباطة جأش لخوض غمار التجارب، غير آبهين بفواجع الظروف، علينا أن نتلمس الحياة في كل شيء يحيط بنا، الصحة، المال، الأهل ،والأمن ،إذن نحن في زحام من النعم، و كما قال ديستويفسكي :”إن سر الوجود البشري ليس كامناً في البقاء على قيد الحياة فحسب، بل العثور على شيء يحيا المرء من أجله” ولأنه ما زال في قائمة الأمنيات أهداف عدة، ولكي لا تتلاشى أرواحنا وتتبخر أسفاً على ما فقد، ينبغي لنا إذن أن نفسح الطريق لنور الأمل المنبعث كي يشعل في دواخلنا جذوة الحياة، وكأني بعد هذا الإسهاب أشاطر أبو القاسم الشابي القول في إرادة الحياة:
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها و اندثر
2 التعليقات
جميلة المواضيع التي تختارينها👏🏻
مقال جميل .. شكراً للكاتبة