كوفيد١٩:مؤشر تصاعدي في عمالة الأطفال
– الشجرة إن تم الاعتناء بها أم تُركت للجفاف، فهي ستمتد نحو السماء لا محالة. وفي الحالة الثانية ستواصل الامتداد لكنها لن تكبر.
في الحالة الأولى (حالة الاهتمام والاعتناء) ستكبر مع ضمان جودة الثمار والأثر الحسن. وفي الحالة الثانية (الجفاف) فإنها ستمتد وبصعوبة بالغة وستأخذ مفرق طرق كثيرة منها تحمل الشدة والعمل على إنغراس جذورها وإما الاستسلام والذبول. هكذا هم الأطفال، كبذرة تنتظر الاهتمام والاعتناء والرعاية حتى إذا ما كبرت وأينعت وحان وقت رد الجميل لنفسها ولمن أُوكلت إليه مهمة الاهتمام. فلا يحق لنا أن نأتي بالأطفال ما لم يكن بمقدورنا تأسيسهم وحمايتهم وتربيتهم. وعمالة الأطفال واحدة من أبرز مشاكل العصر والتي كانت نتيجة عدد من الأسباب والكل على علم بحقيقتها، ومع جائحة كوفيد١٩ ارتفع أعداد الأطفال الذين يعملون دون سن العمل، والذين يعملون في مهن خطيرة لا تتناسب مع أعمارهم. وكما ذكر موقع الأمم المتحدة: ” فمن الممكن أن تدفع الأزمة الملايين من الأطفال المستضعفين إلى سوق العمل. ويوجد بالفعل ما يقدر بنحو 152 مليون طفل في سوق العمل ، 72 مليون منهم يمارسون أعمالاً خطرة. وأولئك الأطفال يواجهون الآن ظروفا أكثر صعوبة ويعملون لساعات أطول”.
فعلينا نحن الشباب أن نعمل جاهدين للحد من تفاقم هذه الظاهرة بحق الأطفال، وأن نسعى لتوظيف كل إمكاناتنا للعمل على إيصال مؤشر عمالة الأطفال إلى ما دون الواحد الصحيح. ولا يأتي ذلك إلا بالمساهمة في الفرق التطوعية الخاصة وأنشطة الأمم المتحدة التي تسعى بشأنها إلى تطبيق أهداف التنمية المستدامة وتثقيف الأسر والمجتمعات على ضرورة تطبيق سياسات الإنجاب، ومساعدة الدول النامية في توفير مصادر الدخل وتنويع هذه المصادر بما يحقق لهم الإكتفاء المعيشي الغير معتمد على عمالة الأطفال.
2 التعليقات
مقال جميل
مقال جميل جداً، شكراً للكاتبة كريمة الهنداسية