إنجازات مدمني الواتساب
حياتنا سلسلة من الأحداث المتصاعدة و المواقف المختلفة و المشاعر المتقلبة،فنحن البشر نسير بين روعة الجمال و قباحة القبح و عظيم الحزن و نشوة السعادة و حد الكأبة و بهاء الروقان.
سلاسل عظيمة من المعاني المختلفة التي فقدنا فيها بعض التوازن في زمن التكنولوجيا هذا.
التحديق في الشاشة لساعات طوال و التواصل الزائد عن حده في تطبيق الواتساب جعل منا كائنات جامدة لا نستشعر لذة الحياة و تفاصيلها الصغيرة المتميزة.
ترى أحدهم أول من يتفاعل معك ما إن غردت في تويتر أو أرسلت قصة في تطبيق الواتساب أو الانستجرام، أول من يرد عليك السلام في المجموعة الواتسابية، أول من يرد عليك في نشاط الرسائل الجماعية.
إننا هنا لا نتكلم عمَن يتابعك بشغف،بل من أضاع وقته بين تطبيقات الهاتف،متسكعا بين شوارعه.
بالإضافة لضياع الوقت و فقدان لذة التفاصيل الصغيرة ،ترى أحدهم يضرب أخماسا بأسداس في سوء الظن و قلة الفهم،إذا لم يتم الرد عليه فورا ردد قائلا: فلان دوما مشغول،فلانة باتت تكرهني،فلانة تتعمد تجاهلي،فلان لا أدري لماذا يملك هاتفا؟ من الأفضل بيعه و الإستفادة منه ماليا.
فورا ليست كلمة مبالغة بل أقل كلمة قد تصف الحال،لا أريد التحدث أيضا عن مدى فعالية الخطان الأزراقان في إثارة المشاكل فالجميع يعرف هذا.
العجيب أيضا هناك من يخرج من المجموعات الصامتة على حد تعبيره،و الآخر يلقي بأدق تفاصيل يومياته في قصة الواتساب، و نحن النساء –بعضنا بالطبع ليس الجميع- قد نغضب من بعضنا إذا ما رأينا أم فلان لم تدعونا في حفل زفاف كريمتنا، أو إحدى صديقاتنا لم تدعونا لحفلة تجمع “زميلات الدراسة” وهذا كله بسبب “ستوري الواتس”.
صخب و حسد و كراهية و جدال و خصام كلها بسبب تطبيق قد وفَر علينا الوقت و سهل علينا التواصل.
كلمات خرجت من صدري عن حالة الحب بيننا كيف صارت هشة؟كيف صرنا بعيدين عن بعضنا رغم قوة علاقتنا؟كيف نشأت البغضاء بسبب تطبيق الكتروني و من منبري هذا أقول:
ليعش الجميع تفاصيل يومه،ليستلذ بجمال الحياة ،ليعذر أخيه ألف مرة،
ليسود الحب بيننا و ليعم الود ببعضنا في الواتساب و خارجه، فالحياة قاسية بما يكفي فلا نقسو على بعضنا.
4 التعليقات
مقال رائع وصياغته جدًا جميلة شكرًا الكاتبة غادة وفقك الله
فعلاً واقع مرير ، نسأل الله الصلاح
شكراً للكاتبة غادة
ليعش الجميع تفاصيل يومه،ليستلذ بجمال الحياة .. مقال في الصميم
شكراً للكاتبة الاستاذه غادة البلوشية
من الجيد إلقاء الضوء على هذه المعضلة
بوركت جهودك الطيبة